(يا وجهها الحلوا..ما زلت أفتقدك....)
أمل دنقل..
"خديني جنبك"
يطل علي وجهها الحبيب مغلفا بابتسامة فأطير فرحا لمرآها .. تفاجئني ضحكتها المتألقة الخالية من آثار المرض الطويل .. تتعلق بيدي فأساعدها لتتمدد إلي جواري .. تتوسد ذراعي وتضحك وأضحك ولا ندري من أين يبدأ الحكي ولا أين ومتي ينتهي وتنتهي تلك الليلة..
أصحو علي ابتسامة لا تلبث أن تزول حينما أحدق بالفراغ الذي احتضنه.. أرنو إلي فراشها الحبيب .. فراشها البارد الموحش منذ فارقته.. أفيق من حلمي و..
صباح حزين آخر لا يشرق فيه وجهكِ الجميل.. أستسلم لطقوس الصباح الكئيبة .. أتشاغل بكوب الشاي الصباحي لكنني لا ألبث أن أتذكر آخر مرة مارست فيها عبثي الطفولي لأضيف لمحة من الإثارة الساذجة لواقعك الذي لن يتغير...
بدايات الصباح البكر ..أتصنع الهمس وكأنني أخطط لمؤامرة ما، بينما تتابعني عيناك التي أعرف أن النوم لم يزرهما غالبا ليلتها كما يحدث كثيرا.." يلا قومي نفطر مع بعض .."..أخفض صوتي أكثر..."أنا وأنتي بس ..أوعي تقولي لحد.."..
شاي بالحليب ..إفطارك الذي ربما تكمليه فقط بعد الكثير من الإلحاح .. أبتسم برغمي وأنا أتذكر عينيك الطيبتين الصغيرتين حينما تتعلقان بأكمام ثوبي- المثنية دوما إلي ما فوق ساعدي – التي تثير إهتمامك دوما قبل أن تمتد إليهما يداك الواهنتان الصبورتان برغم المرض –بينما أتابعهما أنا بابتسامة وكثير من الأسي - لتفرديهما بعد جهد ..أضحك وأنا أغمغم "يلا اللبن هيبرد..مش عايزين لعب بقي.."...
أمام المرآة أثبت حجابي تأهبا للنزول .. يطل وجهك من جديد فأسترجع كلمات كثيرة قيلت عن تشابهنا .. شبه؟؟ أفتش بين ملامحي عما عساني قد ورثته من ملامحك ..لا أصل لنتيجة محددة.. ربما هما عينيك ..ربما جزء من روحك هو ما ورثته .. ربما ليس شبها وإنما تلاقي .. لا يهم .. ثمة شيء منك بداخلي وهذا كاف جدا لي... أنتبه للوقت الذي تأخر.. لا أنسي أن ابتسم ..ابتسامة وقائية تفي بالغرض رغم أنها لا تخدعني حينما أراها علي وجوه الآخرين..و..
يوم آخر طويل لكن بلا معني من دونك يا صغيرتي.. يلاحقني طيف وجهك بكل لحظة .. أحاول أن أصطفي من بينها لحظات السعادة الكثيرة ..لكن طيف اللحظات الأخيرة يقرر ألا يترك لي حق الاختيار .. يقولون أن الرحيل صعب دوما .. لماذا بدا كل شيء سهلا هكذا .. لماذا بدت اللحظة كأي لحظة .. لماذا صار كل شيء بعدك مملا وفارغا وخاليا من كل معني ...
بدايات الصباح البكر ..أتصنع الهمس وكأنني أخطط لمؤامرة ما، بينما تتابعني عيناك التي أعرف أن النوم لم يزرهما غالبا ليلتها كما يحدث كثيرا.." يلا قومي نفطر مع بعض .."..أخفض صوتي أكثر..."أنا وأنتي بس ..أوعي تقولي لحد.."..
شاي بالحليب ..إفطارك الذي ربما تكمليه فقط بعد الكثير من الإلحاح .. أبتسم برغمي وأنا أتذكر عينيك الطيبتين الصغيرتين حينما تتعلقان بأكمام ثوبي- المثنية دوما إلي ما فوق ساعدي – التي تثير إهتمامك دوما قبل أن تمتد إليهما يداك الواهنتان الصبورتان برغم المرض –بينما أتابعهما أنا بابتسامة وكثير من الأسي - لتفرديهما بعد جهد ..أضحك وأنا أغمغم "يلا اللبن هيبرد..مش عايزين لعب بقي.."...
أمام المرآة أثبت حجابي تأهبا للنزول .. يطل وجهك من جديد فأسترجع كلمات كثيرة قيلت عن تشابهنا .. شبه؟؟ أفتش بين ملامحي عما عساني قد ورثته من ملامحك ..لا أصل لنتيجة محددة.. ربما هما عينيك ..ربما جزء من روحك هو ما ورثته .. ربما ليس شبها وإنما تلاقي .. لا يهم .. ثمة شيء منك بداخلي وهذا كاف جدا لي... أنتبه للوقت الذي تأخر.. لا أنسي أن ابتسم ..ابتسامة وقائية تفي بالغرض رغم أنها لا تخدعني حينما أراها علي وجوه الآخرين..و..
يوم آخر طويل لكن بلا معني من دونك يا صغيرتي.. يلاحقني طيف وجهك بكل لحظة .. أحاول أن أصطفي من بينها لحظات السعادة الكثيرة ..لكن طيف اللحظات الأخيرة يقرر ألا يترك لي حق الاختيار .. يقولون أن الرحيل صعب دوما .. لماذا بدا كل شيء سهلا هكذا .. لماذا بدت اللحظة كأي لحظة .. لماذا صار كل شيء بعدك مملا وفارغا وخاليا من كل معني ...
وليل آخر أرجو أن أراك فيه من جديد..بالأمس كنت معي .. لم يكن حلما .. أعرف الحلم حين أراه .. تعرفين أني رأيتك بحلمي أكثر من عشرين مرة ؟؟ تهاويم عقلي المرهق تعيدك إلي في كل مرة بحلم مرهق حزين مثلي.. لكن الأمس كان مختلفا.. كنت أنتِ معي بكل روحك .. تقولين أني كنت أحلم ؟؟ وأن الراحلين لا يعودون من جديد؟؟ ..حسنا يا صغيرتي لن نختلف.. لا يعنيني إن كان حلما أم صحوا .. يكفيني أنك كنتِ معي .. ليس أجمل من يوم يبدأ برؤياك .. حتي ولو كان حلما كلي رضا عن يومي ... فقط لأنني... بالأمس حلمت بكِ...
ملحوظة .. طبعا لست بحاجة لأن أقول أن العنوان الذي اقتبسته –إحم..أعني سرقته بمعني أوضح- هنا هو عنوان القصة والمجموعة القصصية الشهيرة (بالأمس حلمت بك) للروائي المبدع بهاء طاهر..