Friday, August 31, 2007

بالأمس حلمت بكِ..


(يا وجهها الحلوا..ما زلت أفتقدك....)

أمل دنقل..



"خديني جنبك"
يطل علي وجهها الحبيب مغلفا بابتسامة فأطير فرحا لمرآها .. تفاجئني ضحكتها المتألقة الخالية من آثار المرض الطويل .. تتعلق بيدي فأساعدها لتتمدد إلي جواري .. تتوسد ذراعي وتضحك وأضحك ولا ندري من أين يبدأ الحكي ولا أين ومتي ينتهي وتنتهي تلك الليلة..
أصحو علي ابتسامة لا تلبث أن تزول حينما أحدق بالفراغ الذي احتضنه.. أرنو إلي فراشها الحبيب .. فراشها البارد الموحش منذ فارقته.. أفيق من حلمي و..
صباح حزين آخر لا يشرق فيه وجهكِ الجميل.. أستسلم لطقوس الصباح الكئيبة .. أتشاغل بكوب الشاي الصباحي لكنني لا ألبث أن أتذكر آخر مرة مارست فيها عبثي الطفولي لأضيف لمحة من الإثارة الساذجة لواقعك الذي لن يتغير...
بدايات الصباح البكر ..أتصنع الهمس وكأنني أخطط لمؤامرة ما، بينما تتابعني عيناك التي أعرف أن النوم لم يزرهما غالبا ليلتها كما يحدث كثيرا.." يلا قومي نفطر مع بعض .."..أخفض صوتي أكثر..."أنا وأنتي بس ..أوعي تقولي لحد.."..

شاي بالحليب ..إفطارك الذي ربما تكمليه فقط بعد الكثير من الإلحاح .. أبتسم برغمي وأنا أتذكر عينيك الطيبتين الصغيرتين حينما تتعلقان بأكمام ثوبي- المثنية دوما إلي ما فوق ساعدي – التي تثير إهتمامك دوما قبل أن تمتد إليهما يداك الواهنتان الصبورتان برغم المرض –بينما أتابعهما أنا بابتسامة وكثير من الأسي - لتفرديهما بعد جهد ..أضحك وأنا أغمغم "يلا اللبن هيبرد..مش عايزين لعب بقي.."...

أمام المرآة أثبت حجابي تأهبا للنزول .. يطل وجهك من جديد فأسترجع كلمات كثيرة قيلت عن تشابهنا .. شبه؟؟ أفتش بين ملامحي عما عساني قد ورثته من ملامحك ..لا أصل لنتيجة محددة.. ربما هما عينيك ..ربما جزء من روحك هو ما ورثته .. ربما ليس شبها وإنما تلاقي .. لا يهم .. ثمة شيء منك بداخلي وهذا كاف جدا لي... أنتبه للوقت الذي تأخر.. لا أنسي أن ابتسم ..ابتسامة وقائية تفي بالغرض رغم أنها لا تخدعني حينما أراها علي وجوه الآخرين..و..
يوم آخر طويل لكن بلا معني من دونك يا صغيرتي.. يلاحقني طيف وجهك بكل لحظة .. أحاول أن أصطفي من بينها لحظات السعادة الكثيرة ..لكن طيف اللحظات الأخيرة يقرر ألا يترك لي حق الاختيار .. يقولون أن الرحيل صعب دوما .. لماذا بدا كل شيء سهلا هكذا .. لماذا بدت اللحظة كأي لحظة .. لماذا صار كل شيء بعدك مملا وفارغا وخاليا من كل معني ...
وليل آخر أرجو أن أراك فيه من جديد..بالأمس كنت معي .. لم يكن حلما .. أعرف الحلم حين أراه .. تعرفين أني رأيتك بحلمي أكثر من عشرين مرة ؟؟ تهاويم عقلي المرهق تعيدك إلي في كل مرة بحلم مرهق حزين مثلي.. لكن الأمس كان مختلفا.. كنت أنتِ معي بكل روحك .. تقولين أني كنت أحلم ؟؟ وأن الراحلين لا يعودون من جديد؟؟ ..حسنا يا صغيرتي لن نختلف.. لا يعنيني إن كان حلما أم صحوا .. يكفيني أنك كنتِ معي .. ليس أجمل من يوم يبدأ برؤياك .. حتي ولو كان حلما كلي رضا عن يومي ... فقط لأنني... بالأمس حلمت بكِ...

ملحوظة .. طبعا لست بحاجة لأن أقول أن العنوان الذي اقتبسته –إحم..أعني سرقته بمعني أوضح- هنا هو عنوان القصة والمجموعة القصصية الشهيرة (بالأمس حلمت بك) للروائي المبدع بهاء طاهر..

Saturday, August 25, 2007

23


مدونتي ..عشان بس متزعليش مني وتقولي إني نسيتك (مع إنك منسية وحرة :) ) في يوم زي ده ومفتكرتكيش بأي كلمة.. و كمان علشان دايما بتحسي إني مش متعودة عليكي وبشاركك بحاجاتي المهمة ..أديني افتكرتك النهاردة رغم إنك عارفة إني مش ليا مزاج للاحتفال .. وعشان متحسيش إنك مختلفة عن المدونات التانية في حاجة أنا جيتلك في عيد ميلادي أهو وعلي سبيل الجنان باكلمك شخصيا عشان ميكونش في نفسك حاجة بعد كدة :).. كل عيد ميلادي وأنتي طيبة

Thursday, August 23, 2007

تاج يبدأ من هناااااك...



كان فيه حاجات كتيرة عايزة أعملها أو أكتبها هنا في الأجازة المزعومة بتاعتي دي بس واضح إن الوقت المكهرب مش هيسمحلي بكتير .. علي العموم أول حاجة كان لازم أعملها هوا تاج من دافنشي ولأنه تاج مختلف فعلا أجلته عشان أجاوبه بروقان


لما بتشوف واحدة جميلة قوي بتشيل عينك بعد قد إيه؟


بشيل عيني علي طول عشان أنا مش باحب أطول بعيني علي حد لإنها عادة سخيفة وبتحرج الشخص ..لو جذابة أوي كدة (بمقاييسي أنا يعني ) ممكن أتأملها مرة تانية لما تبعد شوية عشان مكونش باضايقها ..


لو لك 3 أمنيات هيتحققوا.. هيكونوا إيه؟ (بس حاجة خاصة بك أنت)؟



أمنيات ؟؟ امممم...ساعات بيبقي علي بالي 100 حاجة وساعات زي دلوقتي كدة مش في عقلي حاجة معينة.. كان فيه 3 أحلام ناس حلمتلي بيهم من فترة وحكولي عنهم أتمني انهم يتحققوا اتنين منهم بخصوص الدراسة والتخرج وكدة ..

آخر مرة بكيت؟
آخر مرة بكيت بكاء حقيقي كان من حوالي 8 شهور .. وآخر مرة مبتسرة كان من شهر تقريبا..



إيه أكتر حاجة بتحبها في نفسك؟
:)


مش عارفة ليه لما شفت السؤال ده افتكرت مشهد في مسرحية كارمن ..لما كانت بطلة العرض (سيمون )بتحاول تقول للمخرج (محمد صبحي ) أكتر صفة عاجباها فيه ومكنش سايبها تقول وتقريبا قال كل الصفات الكويسة في الدنيا عن نفسه...رغم إن ده مشهد كوميدي في مسرحية بس بيتهيألي ان الحقيقة دايما إننا بنفترض في نفسنا صفات مثالية كتير الله أعلم موجودة ولا في خيالنا وبس.. طيب بصراحة مش عارفة أجاوب .. يعني مثلا حاجة باحبها بس مش لازم تكون أكتر إني غالبا مش سهل أيأس ودايما عندي أمل في كل حاجة إنها تبقي أحسن مهما كانت صورتها قاتمة..

أكتر حاجة بقى بتكرهها في نفسك؟



التردد ..أكتر حاجة مزعجة في الدنيا .. القلق والخوف .. هما أصلا مش طبعي بس لما يبقي في ظروف تخليني أقلق بتبقي أكتر حاجة باكرهها في الدنيا .. وحاجات تانية أكيد بس مش فاكرة دلوقت ..

أسوأ حاجة عملتها؟
أسوأ حاجة عملتها !! مش عارفة !!سؤال غريب شوية !!

مبادئك.. ثابت عليها؟



آه .. أو اللي متأكدة منه إني بأحاول أكون ثابتة عليها علي قد ما أقدر..

لو رجع الزمن بيك مين الشخص اللي تختاره أنك متقابلوش؟


مفيش .. ماقبلتش حد وحش أوي لدرجة إني أتمني ما أقابلوش ..ويا رب ما أقبلش حد كدة..

لأي مدى ممكن تضحي ؟
هوا سهل إني أقول لآخر مدي لإني باتكلم .. بس أتمني يكون ده الواقع فعلا لو حصل موقف يستحق التضحية ..

بتبكي من غير سبب؟

غالبا لأ لأني مش بأعرف أبكي كويس أصلا ..(البكاءُ لا يتّسعُ لدمعي ) زي ما بتقول سوزان عليوان .. بس البكاء (لجوة) ممكن ..ساعات ممكن تكون أسباب مش واضحة أو تجميع لأسباب تانية سابقة ..


أنت قوي؟ (في تصنيفك لنفسك )؟

آه .. حتي في أوقات الضعف الكتيرة ربنا بيقويني دايما عشان كدة ممكن أعتبرني قوية ..

وبس كدة...
هأمرره لمنيرفا مبدأيا ويا رب تبطل كسل وتجاوبه هوا والتاج التاني ..أعتقد دافنشي مرره لكل الناس بس تأكيدا يعني كل اللي يعدي هنا وموصلش ليه يتفضله طبعا..
:) شكرا يا فنان

Sunday, August 5, 2007

ما حاكيتنا العصفورة


بيتك يا عصفورة وين؟

ما بشوفك غير بتطيري

ما عندك غير جناحين

حاكينا كلمة صغيرة

ولو سألونا بنقولن....

ما حاكيتنا العصفورة

Thursday, August 2, 2007

محمد




يبقي وحده.
يخرج ملابس أبيه ، يتأملها قليلا ، يلج داخل السترة ، يعلق رباط العنق ، يدخل في الحذاء الكبير ، يرتدي رجلا واحدة من السروال.
يقف أمام المرآة ، بقلم الزينة يرسم لنفسه شاربا ، يضع علي عينيه النظارة السوداء .
يتأمل صورة والده علي الحائط ، صورته في المرآة ، يجري بعض التعديلات علي صورته الجديدة.
يطمئن إلي شكله، إلي ..
يمسك بسماعة الهاتف ، ويدير القرص..
"إزيك يا ماما..أنا بابا ..والنبي تعالي وأنا مش هازعلك تاني خالص..تعالي عشان محمد بيقعد لوحده يعيط علي طول..وأنا مش باعرف أعمله السندوتشات.. تعالي عشان محمد بيحبك قوي، ونفسه إن انتي تيجي.. والنبي يا ماما..والنبي".






القصة للأديب الشاب محمد صلاح العزب..من مجموعته (لونه أزرق بطريقة محزنة) ..لمن
لم يقرأها هناك وصلة لتحميل الكتاب علي مدونته هنا


القصة دي هدية لكل أصحابي ..وخصوصا محمدات(جمع محمد يعني:)) اللي بيعدوا من هنا..




محمد..
الولد ده فكرني بيك وانت صغير علشان كنت بريء جدا زيه كدة في تفكيرك ..ورغم كل خبرات التشرد اللي اكتسبتها لسة فيك جانب طفولي جميل