البنتُ الدامعةُ الخدّين
ِبَلَّتْ ذاكرتي
كمطرٍ
يجرحُ صدأَ بابٍ قديمٍ
لكنّها اختفَتْ
كغيمةٍ
كغيمةٍ
خلّفَتْ صدأً جديدًا
على البابِ الموصد
على البابِ الموصد
سوزان عليوان
واحدة من تلك المملكة الساحرة .. مملكة الأقمار الصغيرة المدهشة .. صغيرة ومدهشة .. كنجمة في السماء البعيدة .. نجمة نثرت سناها لسنتين ونصف هما كل عمرها قبل أن تنطفيء وترحل ككل النجوم البعيدة
سندس ...الصغيرة التي حكي لي والداها الكثير عن ذكاءها وشقاوتها .. أعجزها المرض تماما من الحركة في يومين، لكنه لم يمنعها أن تبتسم لي حين وعدتني أن تجعلني أشاركها اللعب بألعابها (لما تروح البيت ) .. سندس .. الصغيرة التي نالت قبسا من الجنة في وجهها كما في اسمها .. أتراها كانت في الجنة حين رأيتها في نومي بعد الفجر تتحرك بحرية وتضحك أخيرا قبل أن أعرف أنها رحلت في تلك الساعة تحديدا؟؟
حبيبة .. التي يزورني وجهها كلما سمعته وكأنه يعنيها وهو يغني ( النونو نني عنيه غني ضحكت عيونه من الجنة) .. أحمد .. نور .. فيروز.. وسندس ... الأقمار الصغيرة المدهشة التي تركت وجوهها أثرا علي صفحة روحي .. وفي قلبي ندوبا صغيرة متجاورة بترتيب الفقد ... سارة .. أحمد .. كريستينا .. وأحمد .... وكل الوجوه التي بكت فبللت دموعها ذاكرتي..... كنت أبكيهم جميعا حين أعلنت دموعي تمردها أخيرا لأجل سندس