بادرت عيناه لمصافحتي كعهدها بينما تأخر لسانه كثيرًا كأنما يفتش حائرًاعن الكلمات .. للحظة تجمدت في مكاني .. عيناي تائهة بين ملامحه .. أري نفسي في مرآته بعد كل هذه السنوات..لأدرك لأول مرة كم هي قاسية الأيام...
"حمد الله علي السلامة.."
قلتها أنا أخيرًالأنهي حالة الصمت الطويلة تلك..
"لا أصدق أني هنا معك ِو أراكِ من جديد....."
شرع يقص علي ما كان من أمره منذ أن رحل..يحكي في حماس وكأنما ذابت لحظات الارتباك الثقيلة الأولي تماما .. بينما لازلت أنا علي ذهولي.. يأتيني صوته من لا مكان.. أبحر إلي جزري البعيدة في عينيه.. أبحث بشوق عن مرساي القديم.. أساءلهما –وقد كانتا دوما صديقتيَ الواشيتين- عن سر بصمات الزمان القاسيةعلي كل ماحولهما.. وعن الذي أشعل الرماد بتلك الشعيرات الرمادية في مفرق رأسه ..
"ها..أين ذهبتِ؟؟"
أفيق علي تساءله فأعود لأرسو علي شاطئي .. تطل عليَ ابتسامته قبل أن يواصل
"ما زلت تشردين كعادتك...لم تتغيري قط يا عزيزتي.."
وما زلت حالما كما كنت دوما يا عزيزي...ترجو أن تختصربلحظة سبع سنوات مرت في بضعة كلمات ..
"لم تقولي أي شيء منذ أن جلسنا...لماذا كل هذا الصمت؟؟.."
وهل تصدقني لو أخبرتك أنك منذ رحلت رحلت معك الكلمات...
يضيف مترددا" تمنيت لو تقولين أنك كنت تفتقدينني كما أفتقدتك..."
" لكنني لم أفتقدك ..."
أجاهد كي أجمع فلول الكلمات الهاربة...بعسر التقط أنفاسي لأكمل قبل أن تحاصرني أمواج الحزن في عينيه..
" كنت هنا دوما .. ساكنا في كل ركن وفي كل معني.. أحاول أن أنسي فترهقني بقاياك بألف ذكري.. حيرني أنك لم تكن قاسيا معي يوما في حضورك بينما أنت طاغِ في غيابك.. تعبت كثيرا لكي أصدق أنك لم تعد هنا .. وتعبت أكثر لكي أصدق أنك بهذه القسوة حقا لتنهي كل شيء بلحظة وتهرب ..."
"أنا لم أهرب.. حاولت أن أجد لنفسي هنا فرصة ولم أفلح..لم يكن أمامي سوي الرحيل.. ورفضت أنتِ أن تكوني معي..."
" وها قد وجدت ما أردت...والآن تعود.. بعد كل هذه السنوات؟؟..كنت قد استعدت روحي أخيرًا وعاد إليَ توازني... أخبرني لماذا تعود الآن؟؟...لماذا تنكأ الجرح القديم؟؟ "
"أدركت أنه لا قيمة لكل تلك الأشياء وأنت لست معي..ليس لها أي معني من دون أن نكون معًا...عدت لكي نصبح معا من جديد..."
"بعد كل هذه السنوات!!"
" لننسي ما فات ..لننسي هذه السنوات وكأنها لم تكن .. كأنهاعاصفة هبت فمنعتنا عن الرؤية وفرقتنا للحظة ثم عدنا معًا من جديد...."
"عاصفة رسمت ثنياتها حول عينيِ وعينيك ..عفرت روحي وروحك.. تركت غبارها الذي لن ينمحي علي خصلات شعرك ...أخشي أنها لوثتنا للأبد..."
"اتركي لنا فرصة لنجرب..ربما نجحنا سويا في أن نمحو الغبار.."
لازلت طفلا حالما يا عزيزي..حتي رغم كل تلك السنوات..
أقول بتردد:"لا زالت عيوبي كثيرة ..ولا زلت غرة وعنيدة كما أنا.."
"لا يعنيني سوي أن يكون أكبر عيوبك مازال بقلبك لم يتغير.."
يضيف بابتسامة "ألم تقولي بيومٍ أنني أكبر عيوبك؟؟.."
طفل لا ينقصه الحماس هو أنت يا عزيزي...وأخشي أن حماسه معدِ دوما..
"حمد الله علي السلامة.."
قلتها أنا أخيرًالأنهي حالة الصمت الطويلة تلك..
"لا أصدق أني هنا معك ِو أراكِ من جديد....."
شرع يقص علي ما كان من أمره منذ أن رحل..يحكي في حماس وكأنما ذابت لحظات الارتباك الثقيلة الأولي تماما .. بينما لازلت أنا علي ذهولي.. يأتيني صوته من لا مكان.. أبحر إلي جزري البعيدة في عينيه.. أبحث بشوق عن مرساي القديم.. أساءلهما –وقد كانتا دوما صديقتيَ الواشيتين- عن سر بصمات الزمان القاسيةعلي كل ماحولهما.. وعن الذي أشعل الرماد بتلك الشعيرات الرمادية في مفرق رأسه ..
"ها..أين ذهبتِ؟؟"
أفيق علي تساءله فأعود لأرسو علي شاطئي .. تطل عليَ ابتسامته قبل أن يواصل
"ما زلت تشردين كعادتك...لم تتغيري قط يا عزيزتي.."
وما زلت حالما كما كنت دوما يا عزيزي...ترجو أن تختصربلحظة سبع سنوات مرت في بضعة كلمات ..
"لم تقولي أي شيء منذ أن جلسنا...لماذا كل هذا الصمت؟؟.."
وهل تصدقني لو أخبرتك أنك منذ رحلت رحلت معك الكلمات...
يضيف مترددا" تمنيت لو تقولين أنك كنت تفتقدينني كما أفتقدتك..."
" لكنني لم أفتقدك ..."
أجاهد كي أجمع فلول الكلمات الهاربة...بعسر التقط أنفاسي لأكمل قبل أن تحاصرني أمواج الحزن في عينيه..
" كنت هنا دوما .. ساكنا في كل ركن وفي كل معني.. أحاول أن أنسي فترهقني بقاياك بألف ذكري.. حيرني أنك لم تكن قاسيا معي يوما في حضورك بينما أنت طاغِ في غيابك.. تعبت كثيرا لكي أصدق أنك لم تعد هنا .. وتعبت أكثر لكي أصدق أنك بهذه القسوة حقا لتنهي كل شيء بلحظة وتهرب ..."
"أنا لم أهرب.. حاولت أن أجد لنفسي هنا فرصة ولم أفلح..لم يكن أمامي سوي الرحيل.. ورفضت أنتِ أن تكوني معي..."
" وها قد وجدت ما أردت...والآن تعود.. بعد كل هذه السنوات؟؟..كنت قد استعدت روحي أخيرًا وعاد إليَ توازني... أخبرني لماذا تعود الآن؟؟...لماذا تنكأ الجرح القديم؟؟ "
"أدركت أنه لا قيمة لكل تلك الأشياء وأنت لست معي..ليس لها أي معني من دون أن نكون معًا...عدت لكي نصبح معا من جديد..."
"بعد كل هذه السنوات!!"
" لننسي ما فات ..لننسي هذه السنوات وكأنها لم تكن .. كأنهاعاصفة هبت فمنعتنا عن الرؤية وفرقتنا للحظة ثم عدنا معًا من جديد...."
"عاصفة رسمت ثنياتها حول عينيِ وعينيك ..عفرت روحي وروحك.. تركت غبارها الذي لن ينمحي علي خصلات شعرك ...أخشي أنها لوثتنا للأبد..."
"اتركي لنا فرصة لنجرب..ربما نجحنا سويا في أن نمحو الغبار.."
لازلت طفلا حالما يا عزيزي..حتي رغم كل تلك السنوات..
أقول بتردد:"لا زالت عيوبي كثيرة ..ولا زلت غرة وعنيدة كما أنا.."
"لا يعنيني سوي أن يكون أكبر عيوبك مازال بقلبك لم يتغير.."
يضيف بابتسامة "ألم تقولي بيومٍ أنني أكبر عيوبك؟؟.."
طفل لا ينقصه الحماس هو أنت يا عزيزي...وأخشي أن حماسه معدِ دوما..
No comments:
Post a Comment